مرحبا 2025 .. في لحظة يختلط فيها الحزن العميق مع الأسف الشديد، لقد مرت ما يقارب العامين من الحرب والخراب في السودان، وفي بداية العام الجديد 2025، حيث يحتفل العالم بفرحة العام الجديد، إلا أن السودانيين يعيشون في ألم وحزن عميق، ومعاناة إنسانية لا توصف، الملايين مشردين في معسكرات النزوح في الداخل، وملايين اخرى منفيين في المنافي والشتات بالخارج.منذ 15 أبريل 2023، والسودان يعاني من حرب هي الأكبر والأكثر دمارًا في تاريخه، هذه الحرب لم تستثنِ أحدًا؛ فقد تأثرت بها جميع مكونات الشعب السوداني، وامتدت آثارها المدمرة لتشمل كافة القطاعات الحيوية، من الاقتصاد إلى الخدمات الأساسية، ودُمرت المدارس والمستشفيات، وأصبحت البنية التحتية أشبه بأنقاض لا تقدم إلا شهادة على معاناة شعب كان يطمح للعيش بحرية وكرامة.هذه ليست حربًا بين أطراف متنازعة فقط، بل هي حرب ضد الشعب السوداني وضد تطلعاته واحلامه المشروعة، وعلى عكس ما يروج له البعض ممن انعدمت بصيرتهم، هذه الحرب لا يمكن أن تنتهي بهزيمة طرف على حساب آخر، بل إنها حرب عبثية يقودها الواهمون الذين لا يتجاوز تفكيرهم حدود المكاسب الشخصية، ويتاجرون بدماء الأبرياء ومعاناة المواطنين، وإن الحل الوحيد لهذه الكارثة يكمن في وقف الحرب والجلوس إلى طاولة المفاوضات، ويجب أن تنتهي هذه المعاناة عبر تحقيق سلام عادل وشامل، أما الأصوات الحاقدة التي تروج لاستمرار الحرب وتتحجج بالوطنية، فهي أصوات فاقدة للأخلاق وللكرامة الإنسانية.
نحن في بداية العام الجديد 2025، والسودان ما زال يشهد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقوانين الدولية، والآلاف فقدوا أحبائهم بسبب حرب لا تخدم سوى أجندات ضيقة ومصالح شخصية.
يتوجب على المجتمع الإقليمي والدولي أن يتحمل مسؤولياته كاملة تجاه الشعب السوداني، ولا يمكن الوقوف متفرجين أمام هذه الانتهاكات التي حولت ملايين السودانيين إلى جوعى ومشردين.
نترحم على أرواح جميع من فقدناهم في هذه الحرب، ونتقدم بخالص العزاء والمواساة لكل من فقدوا أحبائهم، ونسأل الله الشفاء العاجل للجرحى، وعودا حميدا للمفقودين.
محمد عبدالله ابراهيم
mohammedabdalluh2000@gmail.com
+ There are no comments
Add yours